Page 53 - web

‫الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية‪ ،‬فضلاً‬ ‫تم إجهاض أكثر من ‪500‬‬ ‫لانخراطهم في الحياة العامة كمواطنين فاعلين‬
‫عن الحلفاء الأوروبيين‪ ،‬وتحديداً إسبانيا وفرنسا‬ ‫مشروع إرهابي استهدف‬ ‫في إطارالضوابط القانونية المعمول بها‪.‬‬
‫وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا‪ ،‬والشركاء الأفارقة‬ ‫المملكة المغربية‪ ،‬منذ‬
‫والأسيويين‪ ،‬إلى الإشادة بالمغرب الذي مكنهم من‬ ‫بين هؤلاء السجناء الذين يستفيدون من‬
‫إبطال تهديدات إرهابية كانت محتملة في العديد‬ ‫سنة ‪ 2002‬حتى الآن‪،‬‬ ‫الجامعات السجنية توجد فئة من سجناء التطرف‬
‫من المناطق‪ .‬بل إن دولاً بعينها قامت بتوشيح‬ ‫كما تمكنت من تفكيك‬ ‫والإرهاب الذين أبانوا عن مراجعات فكرية وحصلوا‬
‫السيد عبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن‬ ‫‪ 215‬خلية إرهابية‪ ،‬قدم‬ ‫على شواهد علمية مميزة داخل السجون‪ ،‬كما أنه‬
‫الوطني ولمراقبة التراب الوطني بأوسمة تكريمية‬ ‫على إثرها أكثر من ‪4304‬‬ ‫خلال هذه الجامعات السجنية يتم إشراك سجناء‬
‫اعترافاً بالجهود الجبارة التي يبذلها المغاربة من‬ ‫أشخاص أمام القضاء‬ ‫التطرف والإرهاب الذين عبروا عن مراجعات فكرية‬
‫والسجناء السابقين المفرج عنهم‪ ،‬في نشر ثقافة‬
‫أجل تكريس عالم بدون أخطار إرهابية‪.‬‬ ‫ برنامج سجون بدون أمية من خلال برامج‬ ‫التسامح ومواجهة وتفكيك الخطاب المتطرف خلال‬
‫الثقة الدولية المتزايدة في نجاعة الإستراتيجية‬ ‫محاربة الأمية المنظمة بمختلف السجون‪.‬‬ ‫إدماجهم في تأطير بعض ورشات هذه الجامعات‬
‫المغربية لمكافحة الإرهاب تمت ترجمتها في إعادة‬ ‫ برنامج خاص بالورشات التأهيلية في المسرح‬
‫انتخاب المملكة المغربية للمرة الثالثة على التوالي‬ ‫والموسيقى والفن التشكيلي والكتابة والتصوير‬ ‫السجنية من خلال إنجاز عروض في الموضوع‪.‬‬
‫لرئاسة المنتدى العالمي لمحاربة الإرهاب عقب‬ ‫بالإضافة إلى البرامج التأهيلية السالف ذكرها‪،‬‬
‫أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة الملتئمة‬ ‫الفوتوغرافي‪.‬‬ ‫هناك أيضاً برامج تأهيلية وتكوينية وتعليمية‬
‫ برنامج كفايات (برنامج محاكمة‪ ،‬برنامج‬ ‫لفائدة جميع السجناء بمن فيهم سجناء التطرف‬
‫بنيويورك‪.‬‬ ‫المسابقات الوطنية‪ ،‬برنامج المقاولة الذاتية‪،‬‬
‫ولعل الإحصائيات التالية تعكس بجلاء‬ ‫الملتقى الوطني للتأهيل والإبداع لفائدة‬ ‫والإرهاب وهي‪:‬‬
‫المجهودات الأمنية المبذولة في محاربة الإرهاب‬ ‫ برامج التعليم بجميع مستوياته الابتدائي‬
‫والتطرف؛ حيث تم إجهاض أكثر من ‪ 500‬مشروع‬ ‫الأحداث‪ ،‬برنامج فرصة وإبداع‪.)...‬‬
‫إرهابي استهدف المملكة‪ ،‬منذ سنة ‪ 2002‬حتى‬ ‫إن أهم الأسس التي تقوم عليها المقاربة‬ ‫والإعدادي والثانوي والجامعي‪.‬‬
‫الآن‪ ،‬وأن المقاربة الاستباقية في محاربة الإرهاب‬ ‫المعتمدة من طرف بلادنا في مجال مكافحة‬ ‫ برامج التكوين المهني بمختلف الشعب‪.‬‬
‫والتطرف التي اعتمدها المغرب مكنت في شقها‬ ‫الإرهاب والأسباب المؤدية إليه‪ ،‬تنبني على روح‬
‫‪ISSUE No. 444‬‬ ‫الأمني‪ ،‬من تفكيك ‪ 215‬خلية إرهابية‪ ،‬قدم على‬ ‫الإرادة الجماعية بين المملكة المغربية ومختلف‬
‫إثرها أكثر من ‪ 4304‬أشخاص أمام القضاء خلال‬ ‫الدول‪ ،‬والتي تمت ترجمتها على أرض الواقع عبر‬
‫‪51‬‬ ‫شراكات من التعاون الصادق والوفاء بالالتزامات‬
‫نفس الفترة‪.‬‬ ‫بعيدة كل البعد عن أي حسابات أو مزايدات‬
‫كيف ترون إسهام الشراكة الإستراتيجية بين‬ ‫ضيقة‪ ،‬كما أن الطبيعة الدولية للتهديدات الإرهابية‬
‫جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية كجهاز علمي‬ ‫تستوجب مقاربة تشاركية على المستوى الثنائي‬
‫لمجلس وزراء الداخلية العرب مع أجهزة مكافحة‬ ‫والجهوي والدولي من أجل إيجاد أجوبة ف َّعالة في‬
‫الإرهاب في الدول العربية في تعزيز التعاون‬ ‫مواجهة هذه التهديدات‪ ،‬فتقوية التعاون الميداني‬
‫للمملكة المغربية مع مختلف الدول المعنية بهذه‬
‫الدولي لمكافحة الإرهاب؟‬ ‫الآفة أصبح ضرورياً وله دور استباقي‪ ،‬ولاسيما‬
‫إن الدراسات الأكاديمية التي تقوم بها جامعة‬ ‫في ما يتعلق بظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب‬
‫نايف العربية للعلوم الأمنية في مجال مكافحة‬
‫الجريمة بجميع أنواعها وعلى الخصوص الظاهرة‬ ‫وعائلاتهم وكذا ظهور بؤر توتر جديدة‪.‬‬
‫الإرهابية والتي تزود بها مجلس وزراء الداخلية‬ ‫وغني عن هذا البيان‪ ،‬فإن الإستراتيجية المغربية‬
‫العرب تسهم بشكل ف َّعال في تبني السياسات‬ ‫لمكافحة الإرهاب والتطرف أصبحت اليوم مرجعا‬
‫الناجعة واتخاذ القرارات الصائبة التي يكون لها‬ ‫في منظومة الأمم المتحدة‪ ،‬كما يتضح ذلك في‬
‫وقع على عمل المؤسسات الأمنية الفاعلة في‬ ‫مساهمة المغرب في الحد بشكل كبير من مخاطر‬
‫الأعمال الإرهابية بالعديد من الدول‪ ،‬الشيء‬
‫مجال مكافحة الإرهاب‪.‬‬
‫كما أن الدورات التدريبية التي تقوم بها لفائدة‬
‫الأطر الأمنية بمختلف الدول العربية أسهمت كذلك‬
‫في تطوير كيفية تعامل المؤسسات الأمنية بفاعلية‬
‫في مجال مكافحة الظاهرة الإجرامية وفي تبادل‬
‫الخبرات مع الاستفادة من الخبرات على الصعيد‬